يقدم لكم موقع إقرأ في هذا المقال خطبة محفليه عن الحجاب قصيره ، و خطبة عن الحجاب ، و خطبة فضائل الحجاب ، و خطبة عن الحجاب الشرعي ، يعرّف الحجاب لغةً بالستر، أمّا اصطلاحاً: فهو كلّ ما احتجب به، والحجاب هو كلّ ما يستر به، ويمنع من الوصول نحو المرغوب، أمّا مفهوم الحجاب في الإسلام فيشتمل على كلّ ما يستر جسد المرأة بالكامل بما في ذلك الوجه والكفين، وأدلة ذلك في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وإجماع الصحابة -رضوان الله عليهم-. وقد تعدّدت آراء العلماء في حكم اشتمال حجاب المرأة على ستر الوجه والكفين، حيث يرى الإمام أحمد وأتباع المذهب الشافعيّ ضرورة ستر المرأة للوجه والكفين عن الرجال الأجانب، بينما يرى أتباع المذهب المالكيّ والحنفيّ عدم وجوب ذلك، إلّا أنّ عدداً من الفتاوى القديمة للمذهب الحنفيّ والمذهب المالكيّ تؤكّد على ضرورة ستر المرأة للوجه والكفين إذا ما كانت صاحبة جمال فاتنٍ؛ وذلك منعاً لوقوع الفتنة، وانتشار الفساد. فيما يلي خطبة محفليه عن الحجاب قصيره.

خطبة محفليه عن الحجاب قصيره

خطبة محفليه عن الحجاب قصيره
خطبة محفليه عن الحجاب قصيره

خطبة محفليه عن الحجاب قصيره ، الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي جعل حجاب المرأة شرفاً لها وعزةً ورفعة، الحمد لله الذي أوجب لنا العفاف والحياء والطهر. والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي حمل رسالة المرأة ودافع عنها أكمل دفاع.

أما بعد: معاشر الكرام: هل تعرفون قصة تلك المعلمة التي دخلت على البنات في الصف الثالث الابتدائي حين أخرجت لهن حلوى بعضها مكشوف وبعضها مغطى؟ قالت لهن: ما رأيكن؟ أيهما أفضل: الحلوى المكشوفة أم المغطاة؟ فقالوا بلسان واحد: المغطاة أفضل.

نعم أيها المسلمون، لقد جاءت شريعة الله بالحفاظ على المرأة لتبقى مغطاةً، لتظل قيمتها عاليةً عند الله وعند المجتمع.

معاشر المسلمين: في هذه الأزمنة تخرج صيحات من هنا وهناك تتحدث عن كشف وجه المرأة وتدعو إلى تبرجها وسفورها، وكأن قضايا المرأة انتهت فلم يبق إلا أن نخوض في وجهها وهل تكشفه للرجال أم لا!.

عباد الله: إن المسلم يأخذ دينه وشريعته من كتاب الله وما صح من سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن أقوال العلماء الراسخين في العلم، وليس من آراء الجُهَّال وأهوائهم، ولا من قنوات الفسق، ولا من مواقع الإنترنت غير المعتبرة.

ونحن هنا نتجول في همساتٍ حول الحجاب وأدلته، ونتجول في بساتين الحياء والعفاف، ونقطف ورودا من الفوائد حول الدفاع عن المرأة المسلمة.

الهمسة الأولى: ما هي الأدلة التي توجب على المرأة تغطية وجهها؟ قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ) [الأحزاب:59]. قال العلماء: الجلباب هو الرداء الذي يغطي وجه المرأة ورأسها.

ثم بين الله -تعالى- الحكمة من الحجاب، فقال -سبحانه-: (ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ) [الأحزاب:59]، وذلك لأن وسيلة المعرفة هي الوجه، والوجه هو أكبر سبب للفتنة والإغراء، فجاء الأمر هنا بوجوب تغطيته.

ثم قال -تعالى-: (فَلَا يُؤْذَيْنَ) [الأحزاب:59]، أي: فلا يتعرض لهن الفُساق بالأذى، وفي قوله -سبحانه-: (فَلَا يُؤْذَيْنَ) إشارة إلى أن في معرفة محاسن المرأة إيذاءً لها ولذويها بالفتنة والشر.

الدليل الثاني: يقول الله -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعَاً فَاْسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ) [الأحزاب:53]، وهذا خطاب للصحابة -رضي الله عنهم- إذا أرادوا أن يسألوا نساء النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا دليل واضح في وجوب وجود غطاء يمنع من رؤية الرجال للنساء.خطبة محفليه عن الحجاب قصيره.

وهنا ذكر الله الحكمة من الحجاب حيث قال: (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) [الأحزاب:53]، فتأمل -بارك الله فيك- كيف جعل الله الحجاب سبباً لطهارة القلوب! وذلك لأن العين تزرع الشهوة في القلب وتجعله يميل للحرام، فحينما نربي أبصارنا على غض البصر ونربي نساءنا على الحجاب فإننا نكون قد بذلنا السبب في تطهير قلوبنا.

الهمسة الثانية: من فوائد الحجاب: الحجاب دليل الحياء، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: “إن لكل دين خُلُقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء” رواه ابن ماجه وحسنه الألباني. والمرأة ولدت والحياء يجري فيها، والحجاب يكمل الحياء ويؤيده.

والحجاب يتناسب مع الغَيرة التي جُبل عليها الرجلُ السَّوِيُّ، الذي يأنف أن تمتد النظراتُ الخائنة إلى زوجته وبناته.

الهمسة الثالثة: أيها الفضلاء: إن التبرج والسفور من صفات أهل النار، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “صنفان من أهل النار لم أَرَهُمَا: قوم معهم سِياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البُخْتِ المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا” رواه مسلم.خطبة محفليه عن الحجاب قصيره.

والتبرج طريقة يهودية، وكلنا يعلم: كم لليهود من باعٍ كبير في مجال تحطيم الأمم عن طريق فتنة المرأة! ولقد كان التبرج من أمضى أسلحة مؤسساتهم المنتشرة، وهم أصحاب خبرة قديمة في هذا المجال، حتى قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “فاتقوا الدنيا! واتقوا النساء! فإن أول فتنةِ في بني إسرائيل كانت في النساء” رواه مسلم.

معاشر المسلمين: إن من يتأمل نصوص الشرع، وعِبَرَ التاريخ، يتيقن مفاسد التبرج وأضراره على الدين والدنيا، ولا سيما إذا انضم إليه الاختلاط. خطبة محفليه عن الحجاب قصيره.

فمن هذه العواقب الوخيمة: تسابق المتبرجات في مجال الزينة المحرمة لأجل لفت الأنظار إليهن، مما يُتْلِفُ الأخلاقَ والأموال، ويجعل المرأة كالسلعة المهينة الحقيرة المعروضة لكل من شاء أن ينظر إليها.

ومنها: فسادُ أخلاقِ الرجال، وخاصةً الشباب والمراهقين، ودفعهم إلى الفواحش المحرمة بأنواعها.

ومنها: تحطيمُ الروابط الأسرية، وانعدامُ الثقة بين أفرادها، وتفشي الطلاق.

ومن مفاسد التبرج: المتاجرة بالمرأة كوسيلة دعاية أو ترفيه في مجالات التجارة وغيرها.

ومنها: الإساءةُ إلى المرأة نفسِها، باعتبار التبرج قرينةً تشير إلى سوء نيتها، وخبث طويتها، مما يعرضها لأذية الأشرار والسفهاء.

ومن أضرار التبرج والسفور: انتشار الأمراض: قال -صلى الله عليه وسلم-: “لم تظهر الفاحشة في قومٍ قَطُّ حتى يُعْلِنوا بها إلا فشا فيهم الطاعونُ والأوجاعُ التي لم تكن في أسلافهم الذين مَضَوْا” رواه ابن ماجه بسند صحيح.

ومنها: تسهيل معصية الزنا بالعين، قال -صلى الله عليه وسلم-: “العينان زناهما النظر” رواه مسلم.

ومنها: استحقاق نزول العقوبات العامة، قال -تعالى-: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) [الإسراء:16]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: “إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يُغَيِّروه أوشك أن يَعُمَّهم الله بعذاب” رواه ابن حبان بسند صحيح.

الهمسة الرابعة: شروط العباءة الشرعية: معاشر الكرام، لقد وضع العلماء شروطاً للعباءة الشرعية، وهذه الشروط مستنبطة من نصوص الكتاب والسنة وقواعد الشريعة.

ومن هذه الشروط والضوابط: أن تكون واسعة غير ضيقة، وأن تكون ثخينة غير شفافة، وأن لا تكون زينة في نفسها، كالعباءات التي فيها لمعان وزخارف وألوان، وأن تكون العباءة طويلة ساترة من أعلى الرأس حتى تغطي ظهور القدمين، وأن لا تكون مطيبة بالعطور والبخور عند خروج المرأة. خطبة محفليه عن الحجاب قصيره.

وإليكم هذه القصة: قال أحد الإخوة: خرجت مع زوجتي لنتجول سوياً، ومررنا بالقرب من أحد الأسواق، فقلت لها: هل ننزل؟ فرفضت زوجتي أن تنزل. قلت لها: لماذا؟ قالت: لم ألبس جوارب لقدمي ولا أحب أن يرى الرجال قدمي.

الهمسة الخامسة: تاريخ الحجاب: أيها الكرام، إن الناظر في تاريخ الأمم السابقة والدول حتى الكافرة منها يجد أن الحجاب والستر كان من سمة نسائهم، ومن أراد المزيد من ذلك فليطالع كتاب: “هل يكذب التاريخ؟”.

الهمسة السادسة: لماذا الهجوم على الحجاب؟ يا عبد الله: إن الذين يسعون للنقاش في مسألة الحجاب لا يريدون تحقيق مصلحةٍ للمرأة وتحريرها من هموم نزلت بها، ولا الدفاع عن كرامتها، إنهم يريدون إخراجها من عفافها وخلعها لحجابها عبر التدرج في ذلك.

فقبل زمن كان النقاش حول النقاب، ثم توسع النقاب وأصبح هناك نقابٌ واسع، ثم خرجت زينةٌ في النقاب، وخرجت العينان، وزادت الزينة فأصبح هناك مكياج للعين.خطبة محفليه عن الحجاب قصيره.

ثم تطورت القضية وبدأت بعض الأخوات بلبس اللثام، وبعد زمن ستسقط اللثام وتكشف الوجه للعالم، ثم ترمي بالعباءة، ثم تلبس القصير، ثم ماذا؟.

والواقع في بعض البلاد من حولنا يبصرنا بحقيقة نزع الحجاب الذي نزل بهم، فلا تغتروا يا فضلاء بتلك الصيحات التي تناقش قضية كشف الوجه، فالقضية ليست دراسة مسألةٍ فقهية، إنما هي مؤامرةٌ لإسقاط قيمة المرأة وإيقاعها في مهاوى الرذيلة والسفور.خطبة محفليه عن الحجاب قصيره.

أختاه صيحي للعالم وقولي:

فليقولوا عن حجابي *** أنه يُفني شبابي

وليغالوا في عتابي *** إن للدين انتسابي

لا وربي لن أبالي *** همتي مثل الجبال

أيُ معنى للجمال ***  إن غدا سهلَ المنال

حاولوا أن يخدعوني *** صحتُ فيهم أن دعوني

سوف أبقى في حصوني *** لستُ أرضى بالمجون

لن ينالوا من إبائي*** إنني رمزُ النقاء

سرتُ والتقوى ضيائي  ***  خلفَ خيرِ الأنبياء

إن لي نفساً أبية *** إنها تأبى الدنية

دربنا دربُ العفاف *** فاسلكيه لا تخافي

ديننا دينُ الفضيلة *** ليس يرضى بالرذيلة

الهمسة السابعة: تساؤلات:  لماذا لا نسمع من هؤلاء المتحدثين عن الحجاب كلاماً عن حقوق الأرامل والمطلقات؟ لماذا لا يؤسسون برامج لحماية المرأة من العنف الأسري؟ لماذا لا يدافعون عن حقوق النساء اللواتي يعانين من هموم مالية؟ ألا توجد لديهم إلا مسألة كشف الوجه؟.

قصة قصيرة: حجاب في بريطانيا: كان صاحبي في دورة عسكرية في بريطانيا، يقول: مررنا في طرق من طرق المدينة ورأيت عجباً. قلت: وما رأيت؟ قال: رأيت مجموعة من النساء اللواتي لبسن الحجاب الشرعي الكامل حتى قفازات اليد وجوارب القدم، “سواد في سواد”، فالتفتنا في ناحية المكان وإذا بهن قد خرجن من مدرسة إسلامية في ذلك الحي! يا الله! حجاب ولكن في بريطانيا!.

يا أختنا أنت العفيفة *** والمصونة بالحجاب

يا أختنا فيك العزيمة   *** والنزاهة والثواب

الهمسة الثامنة: يا ولي الأمر: نخاطب غيرتك ورجولتك وقبل ذلك دينك، ونقول لك: اتق الله في نسائك! اتق الله في زوجتك، في أخواتك، في بناتك، حافظ على عفاف أسرتك عبر هذه الوسائل: تربية الأسرة على وجوب الامتثال لأوامر الله -تعالى- وعدم الاعتراض عليها. تعويد بناتك على الحجاب من الصغر حتى يكون عادة لهن. امنع زوجتك من لبس القصير حتى في البيت حتى لا تكون قدوةً لبناتك. لا تسمح لزوجتك بلبس العباءة الفاتنة والمطرزة والضيقة، وكن قيماً عليها، كما قال الله جل وعز-: (الْرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) [النساء:34].

اعلم أن قنوات الفسق هي من أكبر المحفزات للتبرج والسفور ونزع الحجاب، فأوصيك بإغلاق تلك القنوات المحرمة التي تخدش الحياء وتسهل الحرام.

الهمسة التاسعة: أيها الدعاة، أيها المربون، أيها الكتاب: كل واحد منكم لديه القدرة في رعاية قضية الحجاب عبر تخصصه، هذا بموعظته في المساجد، وهذا في الجامعة، وهذا في مدرسته، وهذا في مقالته وتغريداته، وهذا عبر منبر الجمعة.

إن الجهاد الدعوي من أكبر ألوان الجهاد، قال الله عن الجهاد بالقرآن: (وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادَاً كَبِيرَاً) [الفرقان:52].

وإذا كان المنافقون وأذنابهم يستخدمون وسائلهم لحرب الفضيلة والعفاف، فلماذا نقف نحن ونتفرج؟ يجب أن ننزل للميدان وندعو للفضيلة ونكونَ صفاً واحداً في رعاية العفاف والحياء والحجاب.

اللهم احفظنا من الفتن والشبهات والشهوات.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، وبعد: الهمسة العاشرة: متنوعة: رسالة لذلك التاجر الذي يبيعُ العباءات الفاتنة والمحرمة، وإلى ذلك الذي يبيعُ المجلات الفاتنة، وإلى ذلك الذي يبيعُ أطباق القنوات المحرمة نقول لهم: اتقوا الله في بنات ونساء المسلمين، واعلموا أن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، واعلموا أنكم تساهمون في حراسة الفضيلة حينما تمتنعون من بيع تلك المحرمات.

الهمسة الحادية عشرة: رسالة لك أيتها الجوهرة المصونة: يا أختاه، يا من نشأت في بيت العفاف، الله الله في رعاية الحياء! حافظي على دينك، حافظي على الحجاب الشرعي الذي اختاره الله لك وليس الحجاب الذي اختاره الأعداء لك.

أنت جوهرة وهم يريدون إلقاءك في مستنقع الرذيلة ليذهب جمالك، قال -تعالى-: (وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلَاً عَظِيمَاً) [النساء:27].

أختاه، لا تنخدعي بقولهم: نريد تحريرك من عقدة الحجاب، والله! إن الحجاب هو طريق العفة والسعادة والطهارة والكرامة.

تأملي -يا أختاه- حال النساء المتبرجات في البلاد الأخرى، يا ترى، مم يعانين؟ هذه أرقام وإحصائيات لبعض ما تعانيه المرأة المتحررة من الحجاب: يُغتصب يومياً في أمريكا تسعمائة وألف فتاة. يُقتل سنوياً في أمريكا مليون طفل بسبب الإجهاض المتعمد لأنه من طريق الزنا. ثلاثة وتسعون في المائة من الإسبانيات يستعملن حبوب منع الحمل، وأغلبهن عازبات. سبعون ومائة شابة في بريطانيا تحمل سفاحاً كل أسبوع.

أختاه: هذه بعض الأرقام، وما خفي أعظم! فيا ترى، هل تريدين أن تكوني ضحيةً للرجال من خلال التبرج والسفور ونزع الحجاب؟.

يا أخت إن الحسن أن تتحشمي *** وتحكّمي نهج النبي الهادي

إن الفتــاة جمـالها بحيــائها *** وعفافها والنصح والإرشاد

أختاه فاحتشمي وكوني قدوة ***   وتجمّلي بحيائك وازدادي

ودعي التبرج والسفور وأقلعي ***  عن كلّ ما يدعو إليه العادي

لا تسمعي أبداً دعــاةِ رذيلة *** قاموا بنشر الشّر والإفساد

إننا نحمد الله على ما نراه في بلادنا من التمسك بالحجاب الشرعي، ومهما رأينا من خللٍ فهو يسير بحمد الله وبحاجة إلى معالجة وتصحيح.

اللهم احفظ بلادنا من كيد المنافقين والمغرضين، اللهم املأ بيوتنا بالعفاف والحياء، اللهم أصلح الآباء لحسن رعايتهم للأبناء، اللهم أصلح نساءنا واجعلهن عفيفات صالحات.

اللهم صل وسلم على نبينا محمد.

خطبة عن الحجاب

الخطبة الأولى ( حجاب المرأة المسلمة)  

 الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

                                              أما بعد  أيها المسلمون    

يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين 🙁 وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) . (النور:31)

إخوة الإسلام

لقد أراد الإسلام للمرأة المسلمة أن تبقى درَّة مَصونة، عزيزة كريمة، لا تَطمح إليها أعينُ الناظرين، ولا تمتدُّ إليها أيدي العابثين، ولا يُدنِّس عِرضَها وشرفَها من لا خَلاقَ له  ،فأمر الله المرأة بالحجاب ،وأحاطَها بالصيانة والسِّتر، وأمرها بالعفاف والطُّهر، وصانها بلباس الحشمة عن التهتُّك والتبرج والابتذال، وحرَّم عليها الخلوة بالرجال. وقد جعل الله تعالى اللباس زينة وسترًا، وطريقًا للخير ومظهرًا للتقوى، ولم يترك الناس على حالة العُري الأولى، بل خلق لهم ما يستر سوءاتهم ويُواريها، فقال الله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ﴾ الأعراف: 26 ، إلاَّ أنَّ الشيطان أبى إلاَّ أن يَفتن النَّاس كما فَتَنَ أبَوَيهم من قبل، فدعاهم إلى التَّعري، ونزعِ عنهم زينة اللِّباس والسترِ ، فاستجاب له أولياؤُه، وفُتنوا بحبائل إغوائه؛ فقال الله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 27]. وقد أمَر الاسلام المرأة بالستر والحجاب؛ حماية لها من أذى الفساق، فخاطب الله نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ﴾ [الأحزاب: 59]، كما أمرهن بالاجتهاد بإخفاء زينتهن ومواضع الفتنة منهنَّ، إلا ما يظهر لضرورة أو بدون إرادة ، فقال تعالى: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31]. كما أمَر المؤمنين بغضِّ أبصارهم عما حرَّم عليهم؛ فإنِ وقع البصر على مُحرَّم من غير قصد، فالواجب على المؤمن صرفُ البصر عنه سريعًا ، وما ذلك إلا طهارةً لقلوبهم، وحفظًا لدينهم، ودرءًا للفتن عن مجتمعاتهم، فخاطب الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم قائلاً له: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾ [النور: 30، 31]. ولذلك أجمع العلماء على وجوب الحجاب على المرأة المسلمة البالغة العاقلة الحرَّة، والمقصود بالحجاب: هو اللباس الشرعي الذي يستر عورة المرأة أمام الأجانب، أي من هم من غير المحارم، والذي يجب الالتزام به تطبيقاً لما جاء في القرآن والسنة، بهدف صونهنّ وحفظهنّ من كلّ شر يسكن في بعض النفوس، وقد اشترط العلماء للحجاب جملة من الشروط ،بِناءً على ما استنبَطوه من النصوص الشرعية الواردة في ذلك، وهذه الشروط هي: أولا :  أن يكون الحجاب ساترًا لجميع بدن المرأة، باستثناء الوجه والكفَّين؛ ففيهما خِلاف، وقد دلَّ على ذلك قولُ الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ﴾ [الأحزاب: 59]، وفي سنن البيهقي وغيره : (عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ : أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِى بَكْرٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا دَخَلَتْ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِي ثِيَابٍ شَامِيَّةٍ رِقَاقٍ فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِبَصَرِهِ قَالَ :« مَا هَذَا يَا أَسْمَاءُ؟ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ يَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلاَّ هَذَا وَهَذَا ». وَأَشَارَ إِلَى كَفِّهِ وَوَجْهِهِ.

ثانيا : أن لا يبدي الحجاب زينتهنّ، حيث قال تعالى: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ) [النور:31]؛ ومعنى هذا أن لا يظهرن زينتهن للأجانب، كي لا تلفت أنظارهم. ثالثا : أن يكون ثقيلاً غير شفاف، كي لا يظهر ما تحته، ويفتن الناظرين،  رابعا : أن يكون فضفاضًا ،وليس ضيقا، كي لا يصف جزءاً من جسدها، ويلفت أنظار الآخرين، ويهيّج الشهوات. خامسا : أن لا يكون معطراً أو مطيباً؛ لتجنّب تحريك شهوة الآخرين،  سادسا : أن لا يُشبه لباسَ الرجال؛ حيث لعنت المرأة التي تتشبه بالرجال، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ) رواه أبو داود وغيره. سابعا : أن لا يلبس تشبهاً بغير المسلمات، حيث لا يجوز للمسلمين التشبه بغيرهم من غير المسلمين في اللباس، أو العبادات، أو الأعياد، وغيرها،  ثامنا : أن لا يكون لباسَ شهرة، او بقصد الفخر والاختيال، حيث قال ابن عمر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن لبس ثوبَ شُهرةٍ في الدنيا ألبسَه الله ثوبَ مذلَّةٍ يوم القيامة، ثم ألهَب فيه نارًا) [صحيح ابن ماجة]. تاسعا : أن لا يكون فيه تصاليب ولا تصاوير لذوات الأرواح

 أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية ( حجاب المرأة المسلمة)  

 الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

  أما بعد  أيها المسلمون    

ولحجاب المرأة المسلمة فوائد وفضائل متعددة ، وثمار تجنيها المرأة المؤمنة ، ومنها : -أن الحجاب طاعة لله عز وجل ولسنة رسوله، حيث فرض الله طاعته وطاعة رسوله   وأمر بالحجاب، فقال تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِيناً) [الأحزاب:36]. -أن الحجاب عفة، حيث يحميهن من الفساق، وضعاف الإيمان، حيث جاء في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ)  [الأحزاب : 59]. -أن الحجاب طهارة، حيث يحميهن من الفتنة، ويقطع أطماع ضعاف الإيمان، ومرضى القلوب، ومتبعي الشهوات، حيث قال سبحانه وتعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) [الأحزاب:53]. -أن الحجاب ستر، حيث قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (إن اللهَ عزَّ وجلَّ حليمٌ حييٌّ، سِتِّيرٌ، يُحِبُّ الحياءَ، والسِتْرَ..) [صحيح النسائي]. -أن الحجاب تقوى، حيث جاء في قوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) [الأعراف:26]. -أن الحجاب إيمان، والحجاب حياء، حيث قال عليه الصلاة السلام: (الحياءُ و الإيمانُ قُرِنا جميعًا ، فإذا رُفِعَ أحدُهما رُفِعَ الآخَرُ) [صحيح الجامع]. -أن الحجاب غيرة، وذلك لحمايتهنّ من نظرات ضعاف الإيمان، وفاسقي القلب.

أيها المسلمون

ولما أدرك أعداء الإسلام ،أن أقصر طريق لهدم الإسلام هو إبعاد المرأة المسلمة عن حجابها ،وآدابِ وقيمِ دينها، فكَذَبوا على المرأة المسلمة وخدَعوها، وعلَّلوا لها سبب تخلُّفها بحجابها والتزامِها بقيم دينها، وأن حجابها هو انتهاكٌ لحريتها وكرامتها، وانتقاص من حقوقها، وقد تفنَّن أباطرة الشر والإفساد في استحداث ألبسةٍ نسائية، هي أشبه بالعري منها إلى التستر والحجاب، وكان ما كان من استجابةِ كثير من نساء المسلمين لهذه الخديعة! وقد آن للمرأة المسلمة أن تدرك حقيقةَ ما يُحاك حولها وضدَّها، وتَعلم بأنَّ عزَّها وكرامتها إنَّما هو بالتزامها بقيم ومبادئ دينها، وأنَّ عفتها وسترَها وطهارتها لم تكن يومًا حاجزًا وحائلاً دون إبداعها وتميُّزها،  

قد يهمك:

خطبة فضائل الحجاب

إن الحمد لله نحمده…

أما بعد، فــ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

عباد الله: لقد تعبَّد اللهُ – تعالى – نساءَ المؤمنين بفرض الحجاب عليهن، الساتر لجميع أبدانهن وزينتهن، أمام الرجال الأجانب عنهن، تعبدًا يثاب على فعله ويعاقب على تركه، ولهذا كان هتكه من الكبائر الموبقات، ويجر إلى الوقوع في كبائر أخرى، مثل: تعمًّد إبداء شيء من البدن، وتعمُّد إبداء شيء من الزينة المكتسبة، والاختلاط، وفتنة الآخرين، إلى غير ذلك من آفات هتك الحجاب.

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ﴾ [الأحزاب: 59]، وقال سبحانه: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ﴾ [الأحزاب: 53].

فعلى نساء المؤمنين الاستجابة إلى الالتزام بما افترضه الله عليهن من الحجاب والستر والعفة والحياء طاعةً لله تعالى وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَ‌سُولُهُ أَمْرً‌ا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَ‌ةُ مِنْ أَمْرِ‌هِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].

كيف ومن وراء افتراضه حكم وأسرار عظيمة، وفضائل محمودة، وغايات ومصالح كبيرة، منها:

حفظ الأعراض فالحجاب حِرَاسةٌ شرعية لحفظ الأعراض، ودفع أسباب الرِّيبة والفتنة والفساد.

الحجاب داعية إلى طهارة القلوب، وعمارتها بالتقوى، وتعظيم الحرمات، وصدق الله سبحانه إذ يقول: ﴿ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ‌ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53].

الحجاب داعية إلى توفير مكارم الأخلاق من العفة والاحتشام والحياء والغيرة، والحجب لمساويها من الـتَلوُّث بالشَّائِنات كالتبذل والتهتك والسفالة والفساد.

الحجاب علامة شرعية على الحرائر العفيفات في عفتهن وشرفهن، وبعدهن عن الدنس والريبة والشك ﴿ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَ‌فْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ﴾ [الأحزاب: 59]، وصلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن، وإن العفاف تاج المرأة، وما رفرفت العفة على دارٍ إلا أكسبتها الهناء.

ولما أنشد الشاعر النُّميري عند الحجاج قوله:

يُخمِّرْنَ أطراف البنان من التُّقى *** ويَخْرجن جُنحَ الليل معـتجراتِ

قال الحجاج: “وهكذا المرأة الحرة المسلمة”.

الحجاب وقاية اجتماعية من الأذى، وأمراض القلوب، فيقطع الأطماع الفاجرة، ويكف الأعين الخائنة، ويدفع أذى الرجل في عرضه، وأذى المرأة في عرضها ومحارمها، ووقاية من رمي المحصنات بالفواحش، وقالة السوء ودنس الريبة وسوء الظن، وغيرها من الخطرات الشيطانية.

حُورٌ حـرائر ما هَمَمْنَ بِريبةٍ *** كَظِبَاء مَـكَّة صيدهنَّ حـرامُ

الحجاب من أعظم ما يثبت دعائم الأسر والمجتمعات، ويحميها من فساد البيوت وتقطع الأرحام والشقاق والطلاق بسبب التفريط في هذا الواجب العظيم.

الحجاب حفظ للحياء وهو مأخوذ من الحياة، فلا حياة بدونه، وهو خلُق يودعه الله في النفوس التي أراد سبحانه تكريمها إعزازها وتفضيلها، قال صلى الله عليه وسلم: «الحياء لا يأتي إلا بخير»؛ وفي رواية: «الحياء خيرٌ كلُّه» فالحياء يبعث على الفضائل ويدفع الرذائل، وهو من خصائص الإنسانية وخصال الفطرة، وقبل ذلك وبعده هو خلق الإسلام، والحياء شعبة من شعب الإيمان، وهو من محمود خصال العرب التي أقرها الإسلام وهذبها وزكاها ودعا إليها، قال عنترة العبسي:

وأَغـضُّ طَـرفـي إن بَـدَت لـي جـارتـي        حـــــتـــــى يُـــــــــواري جـــــارتـــــي مـــــأواهـــــا
إنــيــامــرؤٌ سَــمْـــحُ الـخـلــيــقــة ِ مــاجـــدٌ        لا أتــبـــعُ الــنــفــسَ الــلَّــجـــوجَ هـــواهـــا

فآل مفعول الحياء إلى التحلي بالفضائل، وإلى سياج رادع، يصد النفس ويزجرها عن تطورها وتماديها في الرذائل والقبائح قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

وما الحجاب إلا وسيلة فعالة لحفظ الحياء، وخلع الحجاب خلع للحياء.

وما أعظم هذا القصص في سورة القصص في قصة ابنتي شيخ مدين: ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾ [القصص: 25] فقد جاء عن عمر رضي الله عنه بسند صحيح أنه قال: “جاءت تمشي على استحياء قَائِلَةً بثوبها على وجهها، لَيْسَت بِسَلْفَعٍ مِن النساء ولاّجةً خرَّاجة”. والسلفع من النساء: الجريئة السليطة”، ذكره ابن كثير في تفسيره [3 /384]. ففي القصة من الأدب والعفة والحياء، ما بلغ ابنة الشيخ مبلغًا عجيبًا في التحفظ والتحرز، إذ قالت: ﴿ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ‌ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾ فجعلت الدعوة على لسان الأب، ابتعادًا عن الرَّيب والرِّيبة. إنها نتاج تربية صالحة على الحجاب والعفة والحياء.

الحجاب يمنع عن مجتمعات أهل الإسلام آفاتٍ كثيرة من عادات الجاهلية وأهل الكفر والفسوق والنفاق يمنع نفوذ التبرج والسفور والتعري والاختلاط إلى مجتمعات أهل الإسلام.

الحجاب حصانة ضد الزنا والإباحية، فلا تكون المرأة والفتاة إناءً لكل والغ.

لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان) رواه الترمذي وغيره، والحجاب ساتر لها، وهذا من التقوى، قال الله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِ‌ي سَوْآتِكُمْ وَرِ‌يشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ‌ ﴾ [الأعراف: 26]، قال عبد الرحمن بن أسلم رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: “يتقي الله فيواري عورته، فذاك لباس التقوى”. وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي» رواه أبو داود وغيره.

الحجاب حفظ للغيرة، والغيرة هي ما ركّبه الله في العبد من قوة روحية تحمي المحارم والشرف والعفاف من كل مجرم وغادر، والغيرة في الإسلام خلق محمود؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وإن غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه» متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة الكسوف: (يا أمة محمد، ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده، أو تزني أمته). متفق عليه.

فالحجاب باعث عظيم على تنمية الغيرة على المحارم أن تنتهك أو يُنال منها، وباعث على توارث هذا الخلق الرفيع في الأسر والذراري، غيرة النساء على أعراضهن وشرفهن، وغيرة أوليائهن عليهن، وغيرة المؤمنين على حرمات المجتمع من أن تنال أو تخدش بما يجرح كرامتها وطهارتها.

ولهذا صار ضد الغيرة: الدياثة، وضد الغيور: الديُّوث. وهو الذي يُقر في أهله ولا غيرة له عليهم.

ولذا سَدَّ الشرع المطهر الأسباب الموصلة إلى هتك الحجاب وإلى الدياثة، بما حده من حدود وشرع من أوامر تحفظ سياج العفة والطهارة والنقاء في مجتمعات أهل الإسلام.

وإذا أردتم أن تعرفوا فضل الحجاب وستر النساء فانظروا إلى حال المتحجبات، ماذا يحيط بهن من الحياء، والبعد عن مزاحمة الرجال، والتصون التام عن الوقوع في الرذائل، أو أن تمتد إليهن النظرات الفاجرة!

وانظروا إلى حال أوليائهن ماذا لديهم من شرف النفس والعزة والكرامة الحراسة لهذه الفضائل والمحارم؟

وقارنوا هذا بارك الله فيكم بحال المتبرجة السافرة وقد تساقطت منها هذه الفضائل بقدر ما لديها من سفور وتهتك، وتجد وليها لا تتحرك منه شعرة، لموات غيرته أو العذاب النفسي بسبب عدم قدرته وسقوط قوامته على مولياته، نعوذ بالله من موت الغيرة. قال تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ﴾ [النساء: 34].

فضائل كثيرة ومكارم عظيمة لهذه الفريضة الجلية.

اللهم احفظ نساء وبنات المسلمين واجعلهن صالحات هاديات مهديات وبأمهات المؤمنين والصحابيات مقتديات.

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى.

معاشر الآباء والأزواج، اتقوا الله في أهليكم وعلموهم هذا الشرع المطهر، علموهم سور النور والنساء والتحريم، ربوهم ودربوهم على سيرة عائشة وحفصة وأمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات قال تعالى:﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، قال علي رضي الله عنه: أدبوهم وعلموهم. (تفسير ابن كثير).

واجب على المربين والمربيات غرس الحياء، والتربية القائمة على هدي الكتاب والسنة وقيم المجتمع المسلم المحافظ، فالجميع عليه كفله من هذا الواجب العظيم.

هذا وصلوا رحمكم الله على الرحمة المهداة والنعمة المسداة محمد بن عبدالله..

خطبة عن الحجاب الشرعي

الخطبة الأولى

عباد الله، نحمد الله -تعالى- على ما نراه في بلادنا من تمسّك الكثير من بناتنا وأخواتنا الفضليات بحجابهنّ الشرعي، امتثالاً لأمر الخالق -جلّ وعلا- الذي صان المرأة وكرّمها أمّاً وبنتاً وأختاً وزوجةً، وإنّا لنسأل الله لهنّ الثبات، ولجميع أخواتنا بالهداية والرّشاد.

يقول ربنا في كتابه العزيز: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)، ولا أحد أعلم بمصالح الإنسان أكثر من الذي خلقه من العدم، ربنا -جل وعلا- الذي يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.

الله -سبحانه- الذي يعلم السر وأخفى، حينما يأمرنا بأمر فعلينا أن نتيقّن أنه يصبّ في مصلحتنا أو يدفع مفسدة عنا، واعلموا أن الله قد أمر النساء بالسّتر وأمر الرجال بغض البصر، فهذه هي الطريقة الأفضل لحماية المجتمعات ووقايتها من الآفات.

معشر المسلمين، اعلموا أن فرضية الحجاب حكم ثابت بشكل قطعي ولا خلاف فيه بين أهل العلم، أما الأدلة من القرآن الكريم فهي:

  • يقول الله -تبارك وتعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ).
  • يقول الله -تبارك وتعالى- في كتابه العزيز: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

ويقول ابن عباس -رضي الله عنه- في تفسير الآية الكريمة: “الزِّينَةُ الَّتِي تُبْدِيهَا لِهَؤُلاءِ مِنَ النَّاسِ مِنْ قُرْطِهَا وَقِلادَتِهَا وَسِوَارَيْهَا، فَأَمَّا خَلاخِلُهَا وَمِعْضَدَتُهَا وَنَحْرُهَا وَشَعْرُهَا فَإِنَّهَا لَا تُبْدِيهِ إِلا لِزَوْجِهَا”.

  • يقول -تبارك وتعالى- أيضاً: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)

والقواعد يُقصد بها المرأة التي كبرت في السن ولم تعد تشهد الحيض وقد يئست من الحمل.

وأما الأدلة من السنة المطهرة فمنها: (أنَّ أزْوَاجَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كُنَّ يَخْرُجْنَ باللَّيْلِ إذَا تَبَرَّزْنَ إلى المَنَاصِعِ وهو صَعِيدٌ أفْيَحُ فَكانَ عُمَرُ يقولُ للنبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: احْجُبْ نِسَاءَكَ، فَلَمْ يَكُنْ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَفْعَلُ، فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بنْتُ زَمْعَةَ، زَوْجُ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي عِشَاءً، وكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً، فَنَادَاهَا عُمَرُ: ألَا قدْ عَرَفْنَاكِ يا سَوْدَةُ، حِرْصًا علَى أنْ يَنْزِلَ الحِجَابُ، فأنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الحِجَابِ).

وأما دليل الاجماع -إخواني الكِرام- فقد أجمع علماء الأمة على وجوب تغطية شعر وبدن المرأة، أمّا تغطية الوجه والكفّين فهو مما تعدّدت به الآراء، وقد جرى إلاجماع العملي على عدم خروج النساء أمام الرجال إلا متحجبات، وبعد أن سردنا هذه الأدلة القاطعة على فرضية الحجاب لم يبقَ أي مجال للشك في فرضيّته.

ويقول الله -تعالى- في محكم كتابه: (فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ)، فحينما أكل سيدنا آدم عليه السلام من الشجرة التي حرمها الله عليه هو وزوجته ناسياً لا قاصداً انكشفت سوآتهما.

وذلك يُبيّن لنا أن اللباس والستر نعمة من الله -تبارك وتعالى-، قال الإمام الطبري في تفسير قوله -تعالى- (بدت لهما سوآتهما): أي “انْكَشَفَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا، لِأَنَّ اللَّهَ أَعْرَاهُمَا مِنَ الْكِسْوَةِ الَّتِي كَانَ كَسَاهُمَا قَبْلَ الذَّنْبِ وَالْخَطِيئَةِ، فَسَلَبَهُمَا ذَلِكَ بِالْخَطِيئَةِ الَّتِي أَخْطَآ، أَوِ الْمَعْصِيَةِ الَّتِي رَكِبَا”.

عباد الله، كما أمرنا الله بالستر والعفاف فقد أمرنا أيضاً بلبس الملابس الجميلة التي تَسر عين من ينظر إلينا، وقد قال حبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ جميلٌ يُحبُّ الجمالَ)، وقال الله -تعالى-: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، وللمرأة أن تلبس ما تشاء إذا توفر في لباسها الشروط الشرعية، ألا وهي:

  • أن يكون ساتراً لبدنها، ولا يكون زينة في نفسه، قال الله -تعالى-: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ).
  • أن لا يشفّ عن شيءٍ من بدنها، فقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (صِنْفَانِ من أهلِ النارِ لمْ أَرَهُما بَعْدُ: قومٌ مَعَهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ الناسَ بِها، ونِساءٌ كَاسِياتٌ عَارِياتٌ، مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلَنَّ الجنةَ، ولا يَجِدَنَّ رِيحَها، وإِنَّ رِيحَها لَيوجَدُ من مَسِيرَةِ كذا وكذا).
  • أن يكون فضفاضاً غير ضيق، فكل لباس يظهر تفاصيل بدن المرأة هو غير جائز بلا خلاف بين أهل العلم.
  • ألا تخرج من بيتها متعطرة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا تعطَّرتِ المرأةُ، فمرَّت على القَومِ ليجِدوا ريحَها، فَهيَ كذا وَكَذا، قالَ قولًا شديدًا).
  •  ألا يشبه لباس الرجال، فقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ليس منَّا من تشبَّه بالرِّجالِ من النِّساءِ ولا من تشبَّه بالنِّساءِ من الرِّجالِ).
  • ألا يكون الغرض من اللباس الاشتهار بين الناس، فقد قال أهل العلم: “وَيُكْرَهُ لُبْسُ زِيٍّ مُزْرٍ بِهِ لأَِنَّهُ مِنَ الشُّهْرَةِ، فَإِنْ قَصَدَ بِهِ الاِخْتِيَال أَوْ إِظْهَارَ التَّوَاضُعِ حَرُمَ لأَِنَّهُ رِيَاءٌ”.

وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي شرع لنا من الدين ما يَقِينا من مصائب الدنيا، وأصلي وأُسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد، معاشر الموحدين عباد الله، اعلموا أن الله يأمرنا بما هو خير لنا، فالإسلام دين الوسطية والاعتدال، ولا يأمر بالكبت والانغلاق، ولا يسمح بالفواحش والفتن.

واعلموا أنّ نساءنا مأجوراتٍ بفعلهنّ ذلك، فقد امتثلن أمر الله -عز وجل- وأمر رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، واقتدين بأمّهات المؤمنين -رضي الله عنهنّ وأرضاهنّ-، أضف الى ذلك تلك اللذة الروحانية التي يشعر بها كل من التزم أمر ربه رجالاً ونساءً، قال الله -تعالى-: (ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ‌ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ).

وحجاب المرأة كما سمعنا في الآيات الكريمة له العديد من الفضائل والثمرات العائدة على المرأة بجزيل الثواب من الله -سبحانه-، وهو مدعاة لطهارة القلوب، وتحصين للمرأة ووقايتها من أصحاب القلوب المريضة، وفيه تعظيم لحرمات الله -تعالى-، وبثّ للأخلاق الكريمة في المجتمع من العفّة، والحياء، والاحتشام.

لم تجد ما تبحث عنه؟ ابحث هنا