تعد العمرة من الشعائر المحببة لدى المسلمين، وهي إحدى السّنن الّتي سنّها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، بحيث إنّها تزيد من حسنات المؤمن ، ويتقرب من خلالها إلى الله عزّ وجل. عند أداء العمرة هناك مجموعة من الخطوات الّتي يجب على المسلم اتّباعها، وسنتحدّث في هذا المقال عن كيفية اداء العمرة بالتفصيل .

كيفية اداء العمرة بالتفصيل

إن للعمرة أركاناً لا بدّ من تحقّقها والقيام بها، إلّا أن علماء المذاهب الفقهية الأربعة تعددت أقوالهم في تحديدها مع اتّفاقهم بأنّ الإحرام يقدّم على جميع الأعمال، وفيما يأتي بيان ذلك :

كيفية اداء العمرة بالتفصيل
كيفية اداء العمرة بالتفصيل

الإحرام

  • يعتبر الإحرام نيّة الدّخول في رحلة العمرة، ومن المحبّب أن يتلفّظ المسلم المعتمر بقول ( لبّيك عمرة لبّيك عمرة ) وذلك عند إحرامه. يُحرم الرّجل في ملابس الإحرام وهي مكوّنة من إزار ورداء من غير المخيط، ويستحبّ أن يكون لونهما أبيضاً، وإذافة إلى ذلك يعتبر الاغتسال والطّيب والتنظّف من السنن المحبّب اتّباعها قبل الإحرام.
  • وعلى المعتمر أن يقول بعد الإحرام: ” لبّيك اللهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنّعمة لك والملك لا شريك لك”. أمّا المرأة فليس لها لباسٌ محدّد للإحرام كما يعتقد البعض، ولكن لا يجوز لها لبس القفّازين أو ارتداء النّقاب كما بيّن النبيّ عليه الصّلاة السلام حيث قال: (لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفّازين).

الطواف

  • يتكوّن الطّواف من سبعة أشواط على مدار الكعبة؛ حيث يبدأ كلّ شوط من هذه الأشواط من أمام الحجر الأسود، وينتهي عند ذلك الحجر، أمّا الكعبة فتكون على يسار المعتمر أثناء مرحلة الطّواف، كما أنّه يسنّ للمعتمر أن يقوم بمسارعة المشي مع تقارب الخطوات، ويكون ذلك في الأشواط الثلاثة الأولى تحديداً.

الصّلاة عند المقام

  • من السنّة للشّخص المعتمر عندما يتوجّه للصّلاة في المقام أن يبدأ بتلاوة قوله تعالى “واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلى”، ومن السنّة كذلك أن يصلّي المعتمر ركعتين بعد إتمامه طوافه، ويستطيع بعد الصلاة أن يشرب من ماء زمزم ويلمس الحجر الأسود .

السعي

  • يكون السّعي عبارةً عن سبعة أشواط، تبدأ عند الصفا وتنتهي عند المروة، كما أنّه من السنّة النبويّة الشّريفة أن يقول المعتمر عندما يقترب من الصّفا “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ” وذلك في بداية الشّوط الأول.
  • وإن وصل المعتمر الصّفا يرى الكعبة فيرفع يديه للدعاء ويقول: ” الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده”

حلق شعر الرأس أو تقصيره

  • يعتبر الحلق أو التّقصير من واجبات العمرة إلّا أن الحلق أفضل من التّقصير وذلك للرّجل، أمّا المرأة فليس شرطاً عليها أن تقصّر شعرها، ولا يجوز لها الحلق

كيفية أداء العمرة للنساء

هناك بعض الخطوات التي ينبغي على المرأة اتباعها لأداء مناسك العمرة صحيحة ، فيما يلي بيان لتلك الخطوات :

الإحرام :

  • يستحب أن تغتسل المرأة عند الإحرام، حتى وإن كانت حائضاً، أو نفساء، وبعد الاغتسال تلبس المرأة ثيابها؛ بشرط ألا تكون متبرجة أو متزينة، ولا تغطّي وجهها بالنّقاب، ولا كفَّيها بالقفَازَين إلّا في حال وجود الأجانب من الرجال
  • وبعد ذلك تصلّي الفريضة إن كان إحرامها في وقت الفريضة، وإلّا تصلّي ركعتين سنة الإحرام، ثمّ تشرع بالنسك، وتقول: (لبيك اللهم بعمرةٍ)، وتبدأ بالتلبية.
  • كما كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يُلبّي، حيث كان يقول: (لبيك اللهمَّ لبَّيك، لبيك لا شريك لك لبيكَ، إنَّ الحمدَ والنعمةَ لك، والملكَ لا شريك لك) ولا يجوز لها رفع صوتها بالتلبية وإنّما تلبي بصوتٍ منخفض.

دخول الحرم :

  • إذا وصلت المعتمرة إلى المسجد الحرامَ فإنّه يُسنُّ لها أن تدخل برجلها اليمنى قائلة: “بسم الله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، اللّٰهمّ اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذُ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وبُسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم“.

السعي بين الصفا والمروة:

  • بعد الطواف تخرج للسعي بين الصفا والمروة، فإذا اقتربت من الصفا قرأت: {إن الصفا والمروة من شعائر الله}، وتسعى بينهما سبعة أشواط بدءًا بالصفا، وختامًا بالمروة؛ ولا ينبغي للمرأة أن تصعد الصفا، والمروة، ولا أن تسعى بين العلمين الأخضرين خلافًا الرجل؛ لقول ابن عمر -رضي الله عنهما-: “ليس على النساء رمل بالبيت، ولا بين الصفا والمروة”، وتكثر من ذكر الله تعالى في السعي، والدعاء بما شاءت.

التقصير من الشعر:

  • بعد الانتهاء من السعي، تقصّر المرأة من شعرها، وتُقصر من كلّ قرنٍ قدر أنملةٍ، وذلك تكون العمرة قد تمّت.

بدء الطواف :

  • بعد الدخول إلى الحرم تتوجّه المُعتمرة إلى الكعبة المشرفة لتبدأ بالطواف، ويشترط لصحة الطواف أن تكون طاهرةً من الحدثين الأصغر والأكبر، ومجتنبةً للنجاسة.
  • ثم تستقبل المعتمرة الحجر الأسود، وتشير إليه، وتكبّر، ثمّ تجعل الكعبة إلى جهة اليسار، وتبدأ بالطواف، ويستحبّ لها الإكثار من ذكر الله -تعالى- في الطواف.

كيفية أداء العمرة والأدعية المستحبة

يسن للمعتمر إذا رأى الكعبة أن يقول : (اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، فَحَيِّنَا رَبَّنَا بِالسَّلَامِ).

  • اللهم لا تفرّق جمعنا هذا إلا بذنبٍ مغفور، وعيبٍ مستور، وتجارةٍ لن تبور، يا عزيز يا غفور.
  • اللهم اجعل اجتماعنا هذا اجتماعًا مرحومًا، واجعل تفرّقنا بعده تفرّقًا معصومًا، ولا تجعل معنا شقيًا ولا محرومًا.
  • يسنّ للمعتمر التلبية قبل الوصول إلى البيت الحرام وبعد إحرامه من الميقات، مع الحرص على الإكثار منه، وذلك بقول: (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ، لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ لا شَرِيكَ لكَ).
  • اللهم أعتق رقابَنا ورقابَ آبائنا وأمّهاتنا وسائر قراباتنا من النار يا عزيز يا غفّار.
  • اللهم أن هذا البيت بيتك والحرم حرمك والأمن أمنك والعبد عبدك وأنا عبدك وابن عبدك وهذا مقام العائذ بك من النار وحرم لحومنا وبشرتنا على النار.
  • اللهم أسقني شربة بكأس نبيك محمد صلى الله عليه وسلم لا أظمأ بعدها يا ذا الجلال والإكرام.
  • اللهم إني أعوذ بك من الشك والشرك والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق وسوء المنظر والمنقلب في المال والأهل والولد.
  • اللهم أعذني من الشرك والكفر والنفاق والشقاق وسوء الأخلاق وسوء المنظر في الأهل والمال والولد.
  • سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والصلاة والسلام على رسول الله.
  • اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
  • اللهم إنا نسألك في هذا المقام المبارك أن تكتبنا من عتقائك من النار.
  • اللهم أظلني تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ولا باقي إلا وجهك واسقنا من حوض نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا.
  • اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه نبيك سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
  • اللهم أني أسألك الجنة ونعيمها وما يقربني إليها من قول أو فعل أو عمل وأعوذ بك من النار وما يقربني إليها من قول أو فعل أو عمل”.
  • اللهم إن بيتك عظيم ووجهك كريم وأنت يا الله حليم كريم عظيم تحب العفو فاعف عني.”
  • يا من قلت للشيء كن فيكون، ربّنا آتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار، وصلّ اللهمّ على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم.

قد يهمك :

مدة مناسك العمرة

بدايةً وجب التنبيه إلى أن مناسك العمرة لا تحتاج إلى وقت طويل لأدائها؛ فقد يعتمد ذلك بدايةً على وسيلة النقل المستخدمة في السفر والسير إلى مكة المكرمة ومواقيت الإحرام، وعلى همّة المُحرم ونشاطه البدني؛ فقد تستغرق مناسك العمرة بضع ساعات أو أقلّ لأدائها؛ وإن كان المكوث في مكة المكرمة قد يكون لعدّة أيام.

كيفية أداء العمرة للميت

يعتبر أداء العمرة عن الميت أو العاجز والقيام بمناسكها من الأمور الجائزة مثل الحج ويتم تأديتها على الشكل الآتي :

  • ينبغي أولا للمعتمر عن الميت أو العاجز أن يكون قد اعتمر سابقا عن نفسه. وفي حالة كانت عمرته الأولى فعليه أن يعتمر عن نفسه أولا بحيث يكون الإحرام من الميقات الخاص بموطنه. بعد ذلك يقوم بالتحلل من الإحرام ثم يكون خروجه خارج حدود الحرم المكي، ويقوم بالإحرام من جديد.
  • بعد ذلك يعقد النية عن الشخص الميت الذي يريد أداء العمرة عنه فيقول: اللهم لبيك عمرة عن فلان. مع أن النية تكفي. وإن لم تكن عمرته الأولى فإنه يحرم من الميقات الخاص ببلده ويقول: اللهم لبيك عمرة عن فلان.
  • يقصد المعتمر الحجر الأسود وإن استطاع قبله من غير أن يتسبب في أي أذى لغيره من المعتمرين.
  • يطوف المعتمر عن الميت بالكعبة سبعة أشواط.
  • يقصد المعتمر مقام إبراهيم عليه السلام، ويصلي خلفه أو في أي مكان من الحرم ركعتين ، يخرج المعتمر إلى الصفا ويقرأ آيات القرآن المخصصة ويذكر الله.
  • ينزل المعتمر من الصفا قاصدا المروة، سبعة أشواط بينهما وفي الأخير يتحلل المعتمر عند الانتهاء من السعي.

لأداء العمرة عن الميت أو غيره لابد أن تتوفر في الشخص مجموعة من الشروط الأساسية وعلى رأسها :

  • أن يكون مسلما ولا تقبل من غير المسلم، لأن العمرة عبادة اختص الله تبارك وتعالى بها المسلمين وحدهم.
  • أن يكون المعتمر إنسانا عاقلا، لأن غير العاقل غير مكلف، ولا يستطيع التمييز بين الأوامر والنواهي.
  • أن يكون بالغا، فغير البالغ لا تكليف عليه في هذا.
  • أن يكون المعتمر حرا، يمتلك أمره.
  • أن يكون طريق المعتمر سالما خاليا من الضرر.
  • أن يكون ذا قدرة جسدية ومالية.